لكن الأمور لا تتوقف عند الماضي، فالهلال دائمًا في قلب الأحداث. الموسم القادم يلوح في الأفق، والحديث عن الانتقالات يملأ الأجواء. ميتروفيتش، ذلك المهاجم الذي أصبح جزءًا من روح الفريق، يتلقى عروضًا قد تهز مشاعر الجماهير. وفي الكواليس، تسري نقاشات حول مستقبل أحد الرجال الذين شكلوا وجه النادي الإداري.
الحياة في الهلال لا تعرف الهدوء، كل يوم يحمل بين طياته قصة جديدة، إما فرحة ترفع
القلوب أو أزمة تثير التساؤلات. هذه هي طبيعة العملاق الذي لا ينام، دائمًا في دائرة الضوء، دائمًا في قلب العاصفة.
عرض برمنغهام سيتي لضم ميتروفيتش
برمنغهام سيتي يخطف الأضلاع بتحرك مفاجئ نحو نجم الهلال الصربي ألكسندر ميتروفيتش. تقارير تكشف أن النادي الإنجليزي، الذي يخوض غمار دوري الدرجة الأولى تحت مظلة ملكية النجم الأمريكي توم برادي، قدّم عرضاً بقيمة 13 مليون يورو لضم الثعلب الصربي.
ميتروفيتش، الذي انتقل إلى الهلال قبل عام تقريباً في صفقة قياسية من فولهام، لم يخذل جماهير النادي الأزرق. أرقامه تتحدث عن نفسها: 68 هدفاً في 79 مباراة فقط، إنجاز يجعله أحد أكثر المهاجمين رعباً في الدوري السعودي. لم يكن مجرد هداف، بل كان جزءاً من عصر ذهبي للهلال، حيث ساهم في حصد كل الألقاب المحلية تقريباً.
الجماهير تعشقه، جيسوس يعتمد عليه، والآن يبدو أن برمنغهام يريد أن يختبر قوته في التشامبيونشيب. السؤال الآن: هل سيرحل النجم الصربي عن أرض المملكة بعد عام واحد فقط من وصوله، أم أن عطاءه مع الهلال لم ينته بعد؟
ميتروفيتش يقترب من نهاية عقده مع الهلال، والحديث عن رحيله بدأ يطفو على السطح. الراتب الأسبوعي الذي يتقاضاه - 400 ألف جنيه إسترليني - يجعل الأمر أكثر تعقيداً. يبدو أن النادي السعودي مستعد للتنازل عنه، لكن بشروط واضحة: تعويضه بوجه هجومي جديد، وأن يكون العرض المالي مغرياً بما يكفي.
تتحدث الأنباء عن عرض أولي من برمنغهام بقيمة 13 مليون يورو، لكن هل هذا كافٍ لإقناع الهلال؟ الصحف الصربية والإنجليزية تتداول الخبر، لكن الأرقام قد تحتاج إلى مراجعة.
بالنسبة لبرمنغهام، الأمر منطقي. الدوري الإنجليزي الدرجة الأولى يحتاج إلى أهداف، وميتروفيتش هداف بامتياز. لكن العقبة الكبرى هي راتبه الضخم، خاصة أن النادي لا يزال بعيداً عن مصاف أندية البريميرليغ. هل يمكنهم تحمل هذه التكلفة؟ الوقت كفيل بالإجابة.
إصرار بن نافل على الاحتفاظ بفهد المفرج
عالأجواء داخل الهلال ليست هادئة هذه الأيام، فجدل إداري يطفو على السطح حول مصير فهد المفرج، المدير الرياضي الذي يبدو أنه يودع النادي بقلب ثقيل. لكن فهد بن نافل، رئيس النادي، يرفض فكرة الفراق بسهولة، فهو يعرف قيمة الرجل الذي ساهم في صنع أمجاد الهلال على مدى 12 عاماً.
تتناقل الأخبار أن بن نافل يحاول جاهداً إقناع المفرج بالعدول عن قراره، ربما بمنصب أقل عبئاً إذا بقي هو نفسه على رأس الإدارة. الأمر ليس مفاجئاً لمن يعرف تاريخ الهلال، فالمفرج لم يكن مجرد موظف عادي، بل كان مهندساً للفرق التي حملت الزعيم إلى منصات التتويج محلياً وقارياً.
الجماهير قلقة، والإدارة تدرك أن خبرة مثل خبرة المفرج لا تعوض بسهولة. في عالم كرة القدم حيث التغيير سريع والمطالب كبيرة، يبدو أن الهلال يفضل لعبته القديمة: الاستقرار والثقة في الرجال الذين أثبتوا جدارتهم.
تحديثات إضافية للنادي
الهلال يخطو خطوة جديدة لتعزيز تواصله مع الجماهير، حيث أعلن عن فتح باب العضويات في وقت محدد من مساء 23 يوليو 2025. القرار جاء عبر حسابات النادي الرسمية، محاولة لشد أواصر العلاقة بين النادي ومحبيه مع استعدادات الموسم المقبل.
الأجواء الرياضية خلال تلك الفترة كانت هادئة نوعاً ما، حيث لم تبرز أي أخبار أخرى تلفت الانتباه. يبدو أن خبرا ميتروفيتش والمفرج بالإضافة إلى فتح العضويات كانا الحدثين الأبرز في تلك الساعات.
الهلال السعودي يخطو بثقة نحو موسم 2025-2026، حاملاً معه إرثاً عريقاً وطموحاً لا يعرف الحدود. النادي الذي أصبح علامة فارقة في كرة القدم الآسيوية لا يزال يثبت أنه الأقوى على الساحة المحلية.
الأخبار تتوالى عن تحركات النادي في سوق الانتقالات، مثل تلك المفاوضات المثيرة مع برمنغهام حول اللاعب ميتروفيتش. وفي خضم هذه الزخم، يحرص الهلال على الحفاظ على كيانه الإداري المتماسك بإبقاء شخصيات مؤثرة مثل فهد المفرج ضمن هيكله القيادي.
كل هذه التحركات خلال الساعات الماضية ليست سوى جزء من استراتيجية متكاملة. الهلال لا يكتفي بالبقاء في الصورة، بل يصر على كتابة التاريخ. مع كل هذه الاستعدادات، من الصعب تخيل موسم قادم دون أن يكون الفريق الأزرق أحد المرشحين الأوائل للسيطرة على البطولات المحلية والقارية.