الهلال يعيش هذه الأيام أجواء صيفية مشحونة بالتحضيرات والتوقعات. الإدارة الجديدة بقيادة إنزاجي تحاول إعادة رسم خريطة الفريق، خاصة في منطقة الهجوم التي تحتاج لتعزيزات قوية. الموسم القادم يبدو صعباً وطويلاً، والجميع يعرف ذلك.
الأنظار تتجه أيضاً نحو العيادة الطبية حيث يعمل الأطباء جاهدين لإعادة اللاعبين المصابين إلى أرض الملعب. أما بالنسبة للمعسكر الإعدادي، فما زال القرار النهائي معلقاً بين عدة خيارات. إنزاجي يحمل أفكاره الخاصة ويبدو أنه يريد ترك بصمته على الفريق منذ البداية.
الحديث عن الهلال هذه الأيام يدور حول البحث عن مهاجم أجنبي قوي، شيء يشغل بال الإدارة والمدرب إنزاجي بشكل كبير. الوضع تغير بعد ما بدأت تظهر إشارات عن رحيل ميتروفيتش، الهداف الصربي اللي عانى من إصابات كثيرة وافتقد كأس العالم للأندية.
في وسط كل ده، طلع اسمين كبيرين على رادار الهلال. الأول داروين نونيز، مهاجم ليفربول، واللي بدأت تنتشر أخبار عن مفاوضات جادة لضمه، خاصة أن النادي الإنجليزي ممكن يوافق على بيعه. والثاني ألكسندر إيزاك، نجم نيوكاسل، واللي قيل إنه معجب بفكرة اللعب في الدوري السعودي وطلب من وكيله يفتح مفاوضات مع الهلال. إنزاجي نفسه مهتم جدًا بالصفقة دي وبيحاول يسرع الأمور قبل ما يبدأ الموسم الجديد.
كان فيه محاولات كمان لضم أوسيمين، مهاجم نابولي النيجيري، بس اللاعب نفسه كان عايز يروح لنادي تاني فالمفاوضات ما اكتملت. الوضع دلوقتي مفتوح، وكل حاجة ممكنة في سوق الانتقالات.
صفقات مؤكدة وتحركات أخرى في الميركاتو
الهلال يهز سوق الانتقالات بصفقة مدوية، حيث أكد التعاقد مع ثيو هيرنانديز الظهير الأيسر الفرنسي الذي سيقدم قادماً من ميلان الإيطالي. اللاعب الذي يملك خبرة دولية سيضفي قوة جديدة على خط الدفاع.
في نفس السياق، يبدو أن النادي قد أغلق ملف ياسين بونو بحصوله على توقيع الحارس المغربي على عقد جديد، ما يضمن استمرارية تألقه بين القوائم.
أما عن الإشاعات التي تتردد هنا وهناك، فبعضها يبدو كأنه خرج من رواية غير مكتملة. أسماء مثل لاجامي والدارسي تطفو على السطح بين الحين والآخر، لكن دون أي بيان رسمي يقطع الشك باليقين. نفس الأمر ينطبق على حديث المغادرة المحيط بالعويس وبرناوي، حيث تبقى الأمور معلقة في انتظار ما تسفر عنه الأيام القادمة.
السوق مفتوح، والأخبار تتطاير، لكن الحقيقة الوحيدة المؤكدة حالياً هي تلك الصفقة الكبيرة التي أبرمها نادي الهلال.
الهلال بدأ يتحرك مبكراً لتحضير الموسم الجديد، لكنه ما زال حائراً بين زيورخ وشتوتغارت كوجهة للمعسكر الإعدادي. المواعيد نفسها غير محددة بعد، لأن الأطباء مشغولون بمتابعة حالة اللاعبين المصابين وكأنهم في سباق مع الزمن.
المشكلة الحقيقية هي تلك الإصابات المتتالية التي ضربت الفريق بعد كأس العالم للأندية. تخيل خمسة من نجوم الفريق الأساسيين خارج الملعب، منهم ميتروفيتش الذي يعاني من ألم في ساقه، وقائد الفريق الدوسري الذي يحتاج لأسابيع حتى يعود بسبب تمزق عضلي مؤلم. حتى الحمدان وتمبكتي والمالكي انضموا لقائمة الإصابات، وكأن الفريق يدفع ثمن مشاركته في البطولة بغالي من صحته.
قرر نادي الهلال اعتذاره عن المشاركة في كأس السوبر السعودي المقررة أغسطس القادم. القرار جاء بعد تفكير طويل، فاللاعبون بحاجة ماسة لراحة حقيقية بعد موسم طويل وشاق.
إدارة النادي رأت أن الأولوية الآن هي لصحة اللاعبين واستكمال برامجهم التأهيلية. الفريق يحتاج لوقت كافٍ لاستعادة لياقته قبل خوض أي منافسات جديدة.
المشجعون ربما يشعرون ببعض خيبة الأمل، لكن الجميع يدرك أن مصلحة الفريق تأتي أولاً. هذه الخطوة تهدف لضمان عودة أقوى للفريق في الموسم المقبل.
الراحة الآن ليست رفاهية، بل ضرورة قصوى لمواصلة الإنجازات. الهلال يفضل دائماً أن يعود بكل قوته بدلاً من المشاركة وهو غير مستعد بالشكل الكافي.
الهلال يدخل الموسم الجديد بوجه جديد، وجه المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي الذي أعلن عن تعيينه في صيف 2025 ليحل محل جورجي جيسوس. بداية المدرب مع الفريق كانت في مونديال الأندية بأمريكا، حيث قدم الهلال أداءً يذكر.
لأول مرة في تاريخ الأندية العربية، يصل الهلال لدور الـ16 في النسخة الجديدة من البطولة، بل ويتجاوزه ليحط رحاله في ربع النهائي. مشوار الزعيم لم يكن سهلاً، واجه فيه عملاقين من أوروبا، تعادل مع ريال مدريد وانتصر على مانشستر سيتي، لكن الطريق انتهى أمام فلومينينسي البرازيلي.
الجماهير الآن تتطلع لما هو أكبر، ترى في إنزاجي بارقة أمل لعهد جديد، عهد يحمل معه البطولات والإنجازات. المشاركة القوية في المونديال ربما تكون مجرد بداية لما هو قادم.